الخميس، 19 مايو 2011

الشعب كسب جولته الأولى وبقت له جولات

الشعب كسب جولته الأولى وبقت له جولات

سامح سعيد عبود

فى أول جولة من جولات معركته من أجل الحرية والمساواة، أجبر الشعب المصرى النظام على السقوط بعد أن افقده شرعيته لأكثر من مرة، هذه الشرعية المفروضة أصلا بالبلطجة والتزوير والإرهاب، هذه الشرعية التى ليس لها أى أساس لأنها منفصلة على إرادة البشر الخاضعين لها.. و قد ألحق الشعب الهزيمة بجهاز الشرطة وبالحزب الحاكم و مليشيات أرهابه من البلطجية وأجهزة إعلامه،على التوالى، و استطاع بذكاء فطرى وعفوى شل القوة القمعية للجيش ليجبره على اسقاط النظام والإقرار بالشرعية الثورية ..بالرغم من خطورة أن يلتف الجيش وهو أحد أركان النظام المنهار على تلك الشرعية، بعد انحصار الطاقة الثورية للجماهير المنتفضة.
برهن الشعب بتلقائية دون وجود أى زعامات وقادة، قدراته على أن يقرر مصيره بنفسه، وأن ينظم ويدير شئونه بلا سلطات متعالية عليه، وفد كانت ملحمة اعتصام ميدان التحرير التى استمرت ثمانىي عشر يوما ، واشترك فيها مئات الألوف من المصريين، دليل على أن السلطة المتعالية هى التى تفسد الناس، وهى التى تخلق الجريمة والفوضى والعنف لتبرر وجودها وامتيازاتها، ففى ميدان التحرير تجسدت الإدارة الذاتية والتعاون الطوعى فى الإعاشة وحفظ الأمن والنظافة، وظل ميدان التحرير أكثر الأماكن فى مصر آمانا رغم غياب أى سلطة قمعية داخله،و برغم الزحام الشديد لم تحدث أى جرائم سرقة أو تحرش جنسى أو تعارك بين الناس، أما فى خارج الميدان فقد حافظ الناس على الأمن فى أحيائهم بأنفسهم فى ظل الانفلات الأمنى المدبر من الشرطة.
أثبت أفراد الشعب وجماعاته أنهم ليسوا مجموعة من القصر غير الجديرين بتحمل المسئولية،وبرهنوا عن عدم حاجاتهم للأوصياء والقيمين والقادة والزعماء من أى نوع، واثبتوا عن عدم حاجاتهم لأجهزة القمع التى تحد من حريتهم باسم الحفاظ على أمنهم ومصالحهم.وانهم قوة لا تستطيع أن تقف أمام إرادتهم الموحدة أعتى أجهزة القمع.
فى الجولات التالية من معركة الشعب من أجل الحرية والمساواة ، وحتى يصل للنصر الكامل فإنه لابد وأن تنتقل تجربة ميدان التحرير إلى كل حى ومدينة وقرية، و إلى كل موقع عمل خدمى أو إنتاجى، على السكان أن يشكلوا لجانهم الشعبية للإدارة الذاتية للأحياء والمدن والقرى المنتخبة تلك اللجان المنتخبة من السكان، وعلى العمال أن يشكلوا اللجان العمالية فى منشئات الإنتاج والخدمات المختلفة خاصة أو عامة أو حكومية بالإنتخاب، وعليهم أن يديروا أحيائهم وقراهم و أماكن عملهم ويلبوا احتياجاتهم المختلفة عبر قواعد التعاون الطوعى والإدارة الذاتية ، واكتساب هذا الحق وانتزاعه والمحافظة عليه فى مواجهة كل محاولات إعادة النظام القديم، وعلى الناس فى كل حى ومنشأة أن يؤسسوا جمعيات استهلاكية تعاونية لتوفر لهم احتياجاتهم من السلع المختلفة فى مواجهة ارتفاع أسعار السلع وشحها.
كما أنه من المهم عقد علاقات طيبة مع الجنود ومساعدتهم على الاختلاط بالجمهور لمنع استخدامهم من طرف القيادات العسكرية لقمع الاحتجاجات الاقتصادية والسياسية التى سوف تنشب فى الجولات القادمة من الثورة وهذا ينسحب على صغار العاملين بالشرطة غير المتورطين في جرائم القتل والتعذيب والرشوة والفساد لجرهم الى ميدان المطالب الاجتماعية والتمرد على قياداتهم بما يساهم في شل هذا الجهاز القمعي.
و فى النهاية فإن أهم انتصارتنا المرحلية تتلخص بوضوح فى ديمقراطية جذرية تتضمن حقوق المواطنة و المشاركة الشعبية فى السلطة واللامركزية الإدارية وحقوق وحريات الإنسان السياسية والمدنية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.و هو ما يجب أن نتمسك به فنحن لم نضحى بدماء شهداءنا من أجل أن يحل ديكتاتور محل ديكتاتور آخر ولتكن تلك آخر دول المماليك والفراعين.


0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية