لا سلطوية نجيب محفوظ
لاسلطوية نجيب محفوظ
سامح سعيد عبود
كانت الحارة القاهرية طوال القرون الوسطى ، تشكل وحدة اجتماعية لها خصوصيتها التى جعلتها تتميز فيما تتميز به بنظام الفتونة ، والانقسام مابين الحرافيش والأعيان ، وقد بدء أفول هذا العالم مع بناء مصر الحديثة على يد محمد على و أبناءه ،حيث انتهت الفتونة كنظام اجتماعى مشروع إلى البلطجة الخارجة عن القانون الحديث ،وانتقل الأعيان للأحياء الحديثة فى القاهرة تاركين الحوارى للحرافيش ، و بلا شك فقد شهدت طفولة نجيب محفوظ فى أوائل القرن العشرين سماعه لذكريات وحكايات هذا العالم من كبار السن فضلا عن مشاهدته لبقايا هذا العالم وهو يحتضر ، ومن عالم الحارة القاهرية شديد الخصوصية ، استقى نجيب محفوظ روءاه الفلسفية للوجود الإنسانى كله فى عملين من أهم أعماله ، قرأتهم على التوالى منذ فترة قصيرة ، ولمحت ما لم يصرح به نجيب محفوظ نفسه ، هل هذا لفرط تواضعه وبساطته ؟، أم لأنه كشأن الغالبية العظمى من المصريين الذين تعودوا أمام آلة القهر العريقة و الهائلة أن لا يفصحوا عما يروه صراحة ، ففضل التعبير روائيا عما جال بعقله ؟ أم أن ما لمحته هو مجرد تفسير لم يقصده ؟.فما لمحته فى هذين العملين من رؤى سياسية واجتماعية هو أكثر ثورية و تقدما مما يستطيع أن يعبر عنه المثقفون والناس عموما فى بلادنا صراحة ، و التى لم يطل التحديث إلا قشورها و لم ينفذ للعمق شديد التخلف بعد . وبالرغم من ذلك فلم يمنع عدم الإفصاح من أن لا يتعرض للاغتيال ، برغم تسامحه إزاء مضطهديه الذى لا أرى مبررا له إلا الطيبة المفرطة أو الذكاء البالغ .
العمل الأول الذى منع من النشر ، وتمت محاولة إغتياله بسببه ، هو أولاد حارتنا ،وهنا يتخيل نجيب محفوظ العالم كله وقد تجسد فى حارة الجبلاوى ،أو قل أن حارة الجبلاوى هى صورة مصغرة للكون ، وأن تاريخ سكانها ما هو إلا تاريخ البشرية ، فالجبلاوى مؤسس الحارة والجد الأعظم لسكانها والمالك الفعلى لها ، وساكن البيت الكبير الذى هو بمثابة الجنة لساكنيه ، قد طرد إبنيه أدهم وإدريس من البيت ( الجنة ) لعصيانهما أوامره ، وحلت عليهما و على ذريتهما لعنته ، وعلى جانبى البيت بنيت الحارة ، وتم تعميرها بأحفاد المطرودين من الجنة و رحمة الجبلاوى ، و نشأت السلطة فى الحارة من مصدرين ، إدارة وقف الجبلاوى ، الذى يتحكم فيها ناظر الوقف ومن ثم يحوز الثروة ويستأثر بها وحده دون أهل الحارة ، و التى هى من حق كل أحفاد الجبلاوى سكان الحارة ، والذين بالرغم مما يملكوه من حقوق شرعية فى الوقف فهم محرمون من خيراته ، والفتوات الذين يحتكرون وسائل العنف ويتسلطون بها على سكان الحارة ، والذين يحمون فى نفس الوقت ناظر الوقف مقابل اقتسامهم الثروة معه ، وهم فى مقابل إدعاء حماية أهل الحارة وحفظ الأمن بها ، يحصلون على الأتاوات من السكان . ويرصد نجيب محفوظ محاولات سكان الحارة المحرومين من السلطة والمتشوقين للمساواة وللحرية ، للتحرر من هذا الوضع الذي وجدوا أنفسهم فيه .كسلسلة من المحاولات التى تنجح مؤقتا وبشكل جزئى ثم سرعان ما تعود الأحوال لسابق عهدها ،كأنما الشقاء والظلم والعبودية قد كتبوا على أهلها ،كل المحاولات كانت تهدف لتمتع السكان بوقف الجبلاوى أى بالثروة على قدم المساواة باعتبار أن جميع السكان هم أحفاد الواقف الجبلاوى ،وكل المحاولات كانت تعنى تحررهم من تسلط الفتوات عليهم ، إلا أن كل المحاولات كانت تنتهى بنظار جدد للوقف يستولون على خيراته ،وفتوات جدد يتسلطون عليهم ويستنزفونهم بالأتاوات ، وكل هذه المحاولات سردها نجيب محفوظ على خلفية قصص أنبياء الأديان السماوية الثلاثة ، ليسوا باعتبارهم أنبياء ، ولكن كقادة لمحاولات أهل الحارة للحصول على حقوقهم فى وقف جدهم الأكبر . حتى وفد للحارة عرفة الساحر الذى يرمز هنا للعلم ، ليشق طريقا جديدا يهدف لكل ما كانت تهدف إليه المحاولات السابقة و قادتها ، وإن كان عبر وسائل أخرى ، إلا أن الحال انتهى بعرفة رغم حسن نيته لأن يتحالف مع الناظر ليصفى الفتوات حيث مكن الناظر من احتكار ما اخترعه من وسيلة عنف لا قبل للفتوات بها ، وكان ذلك لأن الناظر ابتز عرفة بأن يفشى سره لأهل الحارة باعتباره قاتل الجبلاوى ، و حتى لا يفتكوا به ، قبل عرفة ما لم يكن فى حسبانه ، وانغمس مضطرا فى عالم الناظر الفاسد تماما ، وفى لحظة ما شبيه بتلك اللحظات القليلة التى اتصل فيها الجبلاوى باحفاده قادة الثورات ليكلفهم بقيادة كفاح سكان الحارة ، علم عرفة برضاء الجبلاوى عنه قبل أن يموت ، مما يعنى أنه اصبح لا يختلف عن أحفاد الجبلاوى الآخرين جبل ورفاعة وقاسم الذين قادوا أهل الحارة للتحرر من أوضاعهم ، وأصبح يملك ما ملكوه من شرعية قيادة أهل الحارة لتحقيق شروط الواقف ، وبناء على ذلك استيقظ ضميره مما أدى لأن يغتاله الناظر ، ويهرب مساعده ،وينتهى العمل بأن يعلمنا الكاتب أن حنش مساعد رفاعة ، والكثير من شبان الحارة يحاولون تحصيل العلم الذى تركه عرفة باعتباره طريقهم للتحرر من الناظر الذى اصبح محتكرا وحده كل مصادر السلطة .وكان الرهان الذى طرحه الكاتب هنا هو على الحيازة الجماعية على العلم من قبل أهل الحارة باعتباره مصدر السلطة والتحرر منها.و يفهم العلم هنا ليس بمعناه الضيق ، ولكنه بمعنى الوعى الجديد الذى لم تعهده الحارة من قبل.وعى قائم على البحث العلمى و العمل ، وليس انتظار المعجزة .
و فى نفس الطريق ، وعلى نحو أكثر نضجا ووضوحا وبعيدا عن اللبس الذى تسبب فيه هيكل العمل الأول الذى ربط تاريخ البشرية بتاريخ الأنبياء و الأديان ، خط نجيب محفوظ سفره الجليل وملحمته الرائعة الحرافيش ، فهنا أيضا تأريخ للحارة باعتبارها العالم ، وبدلا من البيت الكبير توجد التكية ،رمز الوصل ما بين الحارة أو العالم ، وبين الله أو المطلق ، وتبدأ القصة بالعثور إلى عاشور الناجى الكبير بباب التكية ، ذلك الذى اصبح المستبد العادل ، الفتوة الولى فى نفس الوقت ، وتتوالى قصص سلالته من الأحفاد (الفتوات والأعيان والحرافيش) ، لنتأكد من مدى خرافية حلم المستبد العادل ، ومدى حقيقة الحكمة القائلة بأن كل سلطة مفسدة وكل سلطة مطلقة فساد مطلق ، وليست السلطة فحسب هى المفسدة بل احتكار أيا من مصادرها الثروة أو العنف أو المعرفة فضلا عن الحرمان من أى منهم على السواء ، فالصراع والتنافس على احتكار وحيازة أى من هذه المصادر هو أصل الشرور فى هذا العالم كما رأينا ذلك فى تاريخ الحارة .تلك هى حكمة التاريخ البليغة التى يلخصها الكاتب فى عمله . و عبر تسع أجيال من سلالة الناجى ، ظل يحلم فيها الحرافيش بمستبد عادل ، فتوة وولى كعاشور الناجى الجد الكبير ، يعيد عهد العدل والكرامة ، وطالما تعلقوا ببعض الأشخاص إلا أنه سرعان ما خاب ظنهم فيهم ، فدائما ما نجح الأعيان فى إعادة الأوضاع كسابق عهدها ، وفى الجيل العاشر وبعد أن تدهورت السلالة كما لو كانت قد اصابتها اللعنة الأبدية ، وطردت بقاياها من الحارة كما خسرت محبة أهلها وتعلقهم بهم ، يأتى عاشور الناجى الحفيد الأخير ، ليقود الحرافيش فى ثورة ضد الأعيان والفتوات فى الحارة متخلصا منهم ، منبئا أهل الحارة أنه لن يكون فتوة عليهم لأنه لا حاجة لهم لفتوات بل يجب أن يكونوا جميعا فتوات أنفسهم ، وهنا وهنا فقط يخرج أهل التكية من المتصوفة الذين طالما تعلقت بهم قلوب أهل الحارة دون أن يشاهدوا أحد منهم من قبل ، ليحتفلوا مع أهل الحارة بحريتهم من التسلط والقمع والقهر والظلم والخرافة .
تكمن لاسلطوية نجيب محفوظ كما أظنها فى هذين العملين بكشفه الصريح لزيف أسطورة المستبد العادل ، بكشفه آليات السلطة ومصادرها وآثار احتكارها من قبل قلة من البشر ، وحرمان الأغلبية منها ،كاشفا عن أن التحرر الحقيقى لابد وأن يأتى من الجماهير نفسها برفضها أى تسلط عليها ، بأن يتساوى الجميع كمصدر للسلطة الحقيقية ،وذلك بأن يسيطر الجميع و على قدم المساواة على مصادر السلطة ،فهنا وهنا فقط يمكن تحقيق شروط وقف الجبلاوى و رضا أهل التكية ،و التى لم يفصح عنها نجيب محفوظ ،ولكن من الممكن أن نستنتج ما هى ، من معرفة متى حدث الرضا من المطلق الذى يرمز له الجبلاوى و أهل التكية ؟ ، ألم يكن يأتى من مجرد محاولة إقامة العدل والتحرر من القهر و التسلط .
العمل الأول الذى منع من النشر ، وتمت محاولة إغتياله بسببه ، هو أولاد حارتنا ،وهنا يتخيل نجيب محفوظ العالم كله وقد تجسد فى حارة الجبلاوى ،أو قل أن حارة الجبلاوى هى صورة مصغرة للكون ، وأن تاريخ سكانها ما هو إلا تاريخ البشرية ، فالجبلاوى مؤسس الحارة والجد الأعظم لسكانها والمالك الفعلى لها ، وساكن البيت الكبير الذى هو بمثابة الجنة لساكنيه ، قد طرد إبنيه أدهم وإدريس من البيت ( الجنة ) لعصيانهما أوامره ، وحلت عليهما و على ذريتهما لعنته ، وعلى جانبى البيت بنيت الحارة ، وتم تعميرها بأحفاد المطرودين من الجنة و رحمة الجبلاوى ، و نشأت السلطة فى الحارة من مصدرين ، إدارة وقف الجبلاوى ، الذى يتحكم فيها ناظر الوقف ومن ثم يحوز الثروة ويستأثر بها وحده دون أهل الحارة ، و التى هى من حق كل أحفاد الجبلاوى سكان الحارة ، والذين بالرغم مما يملكوه من حقوق شرعية فى الوقف فهم محرمون من خيراته ، والفتوات الذين يحتكرون وسائل العنف ويتسلطون بها على سكان الحارة ، والذين يحمون فى نفس الوقت ناظر الوقف مقابل اقتسامهم الثروة معه ، وهم فى مقابل إدعاء حماية أهل الحارة وحفظ الأمن بها ، يحصلون على الأتاوات من السكان . ويرصد نجيب محفوظ محاولات سكان الحارة المحرومين من السلطة والمتشوقين للمساواة وللحرية ، للتحرر من هذا الوضع الذي وجدوا أنفسهم فيه .كسلسلة من المحاولات التى تنجح مؤقتا وبشكل جزئى ثم سرعان ما تعود الأحوال لسابق عهدها ،كأنما الشقاء والظلم والعبودية قد كتبوا على أهلها ،كل المحاولات كانت تهدف لتمتع السكان بوقف الجبلاوى أى بالثروة على قدم المساواة باعتبار أن جميع السكان هم أحفاد الواقف الجبلاوى ،وكل المحاولات كانت تعنى تحررهم من تسلط الفتوات عليهم ، إلا أن كل المحاولات كانت تنتهى بنظار جدد للوقف يستولون على خيراته ،وفتوات جدد يتسلطون عليهم ويستنزفونهم بالأتاوات ، وكل هذه المحاولات سردها نجيب محفوظ على خلفية قصص أنبياء الأديان السماوية الثلاثة ، ليسوا باعتبارهم أنبياء ، ولكن كقادة لمحاولات أهل الحارة للحصول على حقوقهم فى وقف جدهم الأكبر . حتى وفد للحارة عرفة الساحر الذى يرمز هنا للعلم ، ليشق طريقا جديدا يهدف لكل ما كانت تهدف إليه المحاولات السابقة و قادتها ، وإن كان عبر وسائل أخرى ، إلا أن الحال انتهى بعرفة رغم حسن نيته لأن يتحالف مع الناظر ليصفى الفتوات حيث مكن الناظر من احتكار ما اخترعه من وسيلة عنف لا قبل للفتوات بها ، وكان ذلك لأن الناظر ابتز عرفة بأن يفشى سره لأهل الحارة باعتباره قاتل الجبلاوى ، و حتى لا يفتكوا به ، قبل عرفة ما لم يكن فى حسبانه ، وانغمس مضطرا فى عالم الناظر الفاسد تماما ، وفى لحظة ما شبيه بتلك اللحظات القليلة التى اتصل فيها الجبلاوى باحفاده قادة الثورات ليكلفهم بقيادة كفاح سكان الحارة ، علم عرفة برضاء الجبلاوى عنه قبل أن يموت ، مما يعنى أنه اصبح لا يختلف عن أحفاد الجبلاوى الآخرين جبل ورفاعة وقاسم الذين قادوا أهل الحارة للتحرر من أوضاعهم ، وأصبح يملك ما ملكوه من شرعية قيادة أهل الحارة لتحقيق شروط الواقف ، وبناء على ذلك استيقظ ضميره مما أدى لأن يغتاله الناظر ، ويهرب مساعده ،وينتهى العمل بأن يعلمنا الكاتب أن حنش مساعد رفاعة ، والكثير من شبان الحارة يحاولون تحصيل العلم الذى تركه عرفة باعتباره طريقهم للتحرر من الناظر الذى اصبح محتكرا وحده كل مصادر السلطة .وكان الرهان الذى طرحه الكاتب هنا هو على الحيازة الجماعية على العلم من قبل أهل الحارة باعتباره مصدر السلطة والتحرر منها.و يفهم العلم هنا ليس بمعناه الضيق ، ولكنه بمعنى الوعى الجديد الذى لم تعهده الحارة من قبل.وعى قائم على البحث العلمى و العمل ، وليس انتظار المعجزة .
و فى نفس الطريق ، وعلى نحو أكثر نضجا ووضوحا وبعيدا عن اللبس الذى تسبب فيه هيكل العمل الأول الذى ربط تاريخ البشرية بتاريخ الأنبياء و الأديان ، خط نجيب محفوظ سفره الجليل وملحمته الرائعة الحرافيش ، فهنا أيضا تأريخ للحارة باعتبارها العالم ، وبدلا من البيت الكبير توجد التكية ،رمز الوصل ما بين الحارة أو العالم ، وبين الله أو المطلق ، وتبدأ القصة بالعثور إلى عاشور الناجى الكبير بباب التكية ، ذلك الذى اصبح المستبد العادل ، الفتوة الولى فى نفس الوقت ، وتتوالى قصص سلالته من الأحفاد (الفتوات والأعيان والحرافيش) ، لنتأكد من مدى خرافية حلم المستبد العادل ، ومدى حقيقة الحكمة القائلة بأن كل سلطة مفسدة وكل سلطة مطلقة فساد مطلق ، وليست السلطة فحسب هى المفسدة بل احتكار أيا من مصادرها الثروة أو العنف أو المعرفة فضلا عن الحرمان من أى منهم على السواء ، فالصراع والتنافس على احتكار وحيازة أى من هذه المصادر هو أصل الشرور فى هذا العالم كما رأينا ذلك فى تاريخ الحارة .تلك هى حكمة التاريخ البليغة التى يلخصها الكاتب فى عمله . و عبر تسع أجيال من سلالة الناجى ، ظل يحلم فيها الحرافيش بمستبد عادل ، فتوة وولى كعاشور الناجى الجد الكبير ، يعيد عهد العدل والكرامة ، وطالما تعلقوا ببعض الأشخاص إلا أنه سرعان ما خاب ظنهم فيهم ، فدائما ما نجح الأعيان فى إعادة الأوضاع كسابق عهدها ، وفى الجيل العاشر وبعد أن تدهورت السلالة كما لو كانت قد اصابتها اللعنة الأبدية ، وطردت بقاياها من الحارة كما خسرت محبة أهلها وتعلقهم بهم ، يأتى عاشور الناجى الحفيد الأخير ، ليقود الحرافيش فى ثورة ضد الأعيان والفتوات فى الحارة متخلصا منهم ، منبئا أهل الحارة أنه لن يكون فتوة عليهم لأنه لا حاجة لهم لفتوات بل يجب أن يكونوا جميعا فتوات أنفسهم ، وهنا وهنا فقط يخرج أهل التكية من المتصوفة الذين طالما تعلقت بهم قلوب أهل الحارة دون أن يشاهدوا أحد منهم من قبل ، ليحتفلوا مع أهل الحارة بحريتهم من التسلط والقمع والقهر والظلم والخرافة .
تكمن لاسلطوية نجيب محفوظ كما أظنها فى هذين العملين بكشفه الصريح لزيف أسطورة المستبد العادل ، بكشفه آليات السلطة ومصادرها وآثار احتكارها من قبل قلة من البشر ، وحرمان الأغلبية منها ،كاشفا عن أن التحرر الحقيقى لابد وأن يأتى من الجماهير نفسها برفضها أى تسلط عليها ، بأن يتساوى الجميع كمصدر للسلطة الحقيقية ،وذلك بأن يسيطر الجميع و على قدم المساواة على مصادر السلطة ،فهنا وهنا فقط يمكن تحقيق شروط وقف الجبلاوى و رضا أهل التكية ،و التى لم يفصح عنها نجيب محفوظ ،ولكن من الممكن أن نستنتج ما هى ، من معرفة متى حدث الرضا من المطلق الذى يرمز له الجبلاوى و أهل التكية ؟ ، ألم يكن يأتى من مجرد محاولة إقامة العدل والتحرر من القهر و التسلط .
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية