الخميس، 17 يوليو 2008

الطبقة العاملة تستيقظ من جديد

الطبقة العاملة تستيقظ من جديد
سامح سعيد عبود

ظل الكثيرون من الذين لا ينظرون أبعد من أقدامهم يقولون أن الطبقة العاملة ماتت حتى فاجئتهم أنها تبعث من جديد ، فمنذ عام 2005 وحتى الآن تصاعدت الحركة العمالية وتميزت ببروز ظواهر جديدة أهمها الإدارة الذاتية للعمال فى مصنع المصابيح الكهربائية فى العاشر من رمضان وهو ما ردده العمال كنوع من المطالب فى مصانع أخرى فى إطار احتجاجتهم فى المحلة والعاشر من رمضان فى مواجهة تصفية المنشئات وخصخصتها.
وتميزت المرحلة الجديدة للحركة العمالية بالعديد من السمات من أهمها :
1 ـ التحول إلى استخدام سلاح الإضراب عن العمل بصورة أوسع
2 ـ امتداد فترة الاحتجاج
3ـ تصعيد الاحتجاج عن طريق الإضراب عن الطعام
4ـ المشاركة الواسعة للمرأة في الاحتجاجات العمالية
5ـ انتشار ثقافة الاحتجاج وتنوع المطالب العمالية
6ـ التضامن العمالي
7ـ التحول إلى أسلوب المفاوضة وتنفيذ المطالب
8 ـ تزايد الاهتمام الكبير من قبل وسائل الإعلام المحلية
ومن واقع التقرير العمالى لمركز المحروسة الذى ساهمت في انجازه و لم ينشر بعد، لوحظ تزايد استخدام العمال لآلية الإضراب عن العمل من عام لآخر، ففي عام 2006 زادت إضرابات العمال بنسبة 26.3% عن عام 2005، كما ارتفعت نسبة لجوء العمال إلى الإضراب عن العمل خلال عام 2007 بنسبة 37% مقارنة بعام 2005.كما ارتفعت نسبة الاحتجاجات العمالية خلال عام 2006 بنسبة 12.5% مقارنة بعام 2005، وتزايدت بنسبة 27% خلال عام 2007 مقارنة بعام 2006.
ومن الجدير بالذكر أنه تزايدت الاحتجاجات العمالية في القطاع الحكومي خلال عام 2007 بنسبة35.3% مقارنة بعام 2005، فيما ارتفعت نسبة الاحتجاجات في القطاعين العام والخاص خلال عام بنسبة 39% مقارنة بعام 2005.كما كانت أغلب الاحتجاجات العمالية التي وقعت في السنوات الثلاث في القطاع الخاص، حيث وقع فيه 211 احتجاج بنسبة 42% من إجمالي الاحتجاجات التي وقعت خلال السنوات الثلاث. وكان أكثر من نصف الاحتجاجات العمالية التي وقعت خلال السنوات الثلاث اعتصامات، حيث وقع 257 اعتصام خلال السنوات الثلاث بنسبة 51% من إجمالي الاحتجاجات التي وقعت منذ بداية عام 2005 وحتى نهاية 2007.
و من ناحية أخرى فإن أكثر الاحتجاجات العمالية التي وقعت خلال الأعوام الثلاث محل الدراسة كانت بسبب عدم الالتزام بصرف مستحقات العمال من أرباح ومكافآت، حيث وقع 86 احتجاج لهذا السبب بنسبة 17% من إجمالي الاحتجاجات العمالية التي وقعت خلال الأعوام الثلاث.وجاء في المركز الثاني الاحتجاجات بسبب عدم صرف الأجور، حيث بلغت 59 احتجاج بنسبة 12% من إجمالي الاحتجاجات العمالية خلال السنوات الثلاث.
و كانت النسبة الأكبر من الاحتجاجات التي وقعت بسبب المستحقات المالية للعمال، حيث وقع 254 احتجاج خلال الثلاث سنوات لهذا السبب، بنسبة 50% من الاحتجاجات العمالية منذ بداية عام 2005 وحتى نهاية 2007.
بالإضافة إلى انه وقع 27 احتجاج عمالي خلال السنوات الثلاث على برنامج الخصخصة، بنسبة 5.3% من إجمالي الاحتجاجات، بينما وقع احتجاجان للمطالبة بسحب الثقة من اللجان النقابية.

و على صعيد آخر شملت الاحتجاجات العمالية في السنوات الثلاث جميع محافظات الجمهورية الـ 26، وقد وقعت 70% من الاحتجاجات العمالية في محافظات الوجه البحري، حيث بها 351 احتجاج عمالي على مدار الثلاث سنوات.و وقعت أغلب الاحتجاجات العمالية خلال الأعوام الثلاث في محافظة القاهرة، حيث وقع بها 140 احتجاج بنسبة 28% من إجمالي الاحتجاجات، وجاء في المركز الثاني محافظة الإسكندرية بنسبة 9.7% من إجمالي الاحتجاجات العمالية التي وقعت في السنوات الثلاث.و كانت محافظة مرسى مطروح أقل محافظات الجمهورية تعرضاً للاحتجاجات العمالية، حيث وقع بها احتجاج عمالي واحد فقط.
أما فيما يتعلق بالقطاعات، فقد وقعت أغلب الاحتجاجات العمالية خلال السنوات الثلاث في قطاع الغزل والنسيج، حيث وقع به 108 احتجاج بنسبة 21.3% من إجمالي الاحتجاجات العمالية.كما جاء قطاع النقل البري والبحري والجوي في المركز الثاني بنسبة 11.3% من إجمالي الاحتجاجات التي وقعت في السنوات الثلاث، حيث وقع به 57 احتجاج عمالي، وجاء في المركز الثالث قطاع المرافق العامة والخدمات بنسبة 10% من إجمالي الاحتجاجات العمالية التي وقعت منذ بداية عام 2005 وحتى نهاية 2007. وكان أقل القطاعات تعرضاً للاحتجاجات العمالية هو قطاع الصحافة والإعلام، حيث وقع به خمس احتجاجات فقط على مدى الثلاث سنوات.
ومن زاوية فض الاحتجاجات فقد تم فض 374 احتجاج بطريقة سلمية خلال الأعوام الثلاث بنسبة 74، بينما تم فض 41 احتجاج بالقوة بنسبة 8% من إجمالي الاحتجاجات العمالية التي وقعت في الأعوام الثلاث.و تمت الاستجابة الفورية لمطالب العمال في 212 احتجاج بنسبة 42% من إجمالي الاحتجاجات العمالية التي وقعت خلال الأعوام الثلاث.و لم تتم الاستجابة لمطالب العمال في 244 احتجاج بنسبة 48 % من إجمالي الاحتجاجات التي وقعت منذ بداية عام 2005 وحتى نهاية 2007.و تمت الاستجابة الكلية لمطالب العمال في 177 احتجاج بنسبة 35% من إجمالي الاحتجاجات التي وقعت خلال الأعوام الثلاث.
و لاشك أن الطريق مازال طويلا أمام الطبقة العاملة وما هذه الاحتجاجات إلا بدايات تحتاج لجهود على مستوى التنظيم وبلورة الرؤى ، فالطبقة العاملة تحتاج أن تنتظم على أسس طبقية سياسيا ونقابيا واجتماعيا، كى تملك قدرتها على التغيير الاجتماعى بما يتماشى مع مصالحها الآنية والمستقبلية.

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية