الثلاثاء، 17 يونيو 2008

ثلاث قصائد شعر لسامح سعيد عبود


ثلاث قصائد شعر لسامح سعيد عبود
الليل
من أتى بالليل إلى بلدتنا
من نسج الليل خيوطا حولنا
من سلب الدفء فتجمدنا
من هتك براءة أعيننا
من جلب الظلمة ترصف أنفسنا
من خنق الزهرة ترقص فى جدولنا
من ضيعنا فاصطدمت أرجلنا
أسئلة تتردد بدروب وحوارى و أزقة
تعصف فى كل شوارعنا
نرددها مع كل تحية
تسلل من تحت نوافذنا
تتخلل ملح موائدنا
تتردد مع لحن تنفسنا
ترسم حيرة أعيننا
**********
فى الليل
ما عادت للعين أهمية
و ما عادت فى الأرواح بقية
و ما عادت فى الجعبة كلمات قدسية
وما عادت للحب قضية
************
فى الليل
صمت أسود أحمق
و أنينا مكبوتا يتكسر
و أغانى لا تعرف نبضا
لمغنى معتوه يتلعثم
***************
فى الليل
تفقد كل الأشياء براءتها ، بكارتها ، طهارتها
*****************
فى الليل
نتجمد من فرط ثبات
نصبح أحجارا ترصف طرقات
أشباحا تتجول بلا شطآن
أتباعا نتجمد كسطح بحيرات
نحترق كفحم فى نراجيل الجلاد
كثلج فى كئوس السفهاء
*****************
فى الليل
تتحول كل مصانعنا ،مزراعنا ، ملاعبنا ،معابدنا ،معاهدنا ، شوراعنا
سوق نخاسة نحن إاليها نساق
*******************
فى الليل
نتحول قرابينا حية تتسول حسنات
نقتات العفن المرسوم على كل الأسفار
وهما ،دجلا ،وكهانة نقتات
فى معابد من فرط نجاستها ترجمها الحانات
فى الليل
الليل يسود
يتزعم كل الرايات
و نذوب جميعا فى سواد
أما شوارعنا فتقذف بالغرباء
فى الليل
الخوف يجوب شوارعنا
يعد علينا الهمسات
يقبض كل الأنفاس
يخنق كل النبضات
فى الليل
يساق نبيا للصلب
للسحل ،للضرب ،للسوط ،للجلاد
فى موكب صمت جليدى أحمق
يهمس مذعورا كخوار شقى يلتاع
قبض عليه وفى يديه شموع
حاول أن يخرق ثوب اليل المنشور
وفى عينيه حزمة نور
كلمات من نور وتقول
الليل جنون يحرث أنفسنا دون ثمار
الليل جيوش تسحق كل شعاع
الليل إرادة جلاد يفترس الناس
الليل قيود نرصف فيها طوال حياة
الليل بحار لا نعرف فيها الأخوان
الليل جدار يشطرنا قسمان
الليل بحار من كذب تتدفق من عين رسول كذاب
الليل نسيج من ضعف وخنوع نحن رضيناه
جاء الليل بسيف يقطر كذبا
ضرب الشمس فضعنا فى الليل الأسود
و رأينا الشمس تسقط ضعفا
وتغيب كدمع يتحدر
ترتعش كجسد يتجمد
وتفنى ككون يتفجر
نامت كل الأزهار فما عاد هناك شعاع تهواه
يبست كل الأغصان فما عاد هناك ظلال
وضعنا جميعا فى صحراء
نجرى وراء سراب
جفت كل ينابيع الماء
و أصبحنا غرباء
جدار الليل يتساقط عبر الأزمان
تغزوه شروخ النجمات
ويذوب أسيرا تحت الأضواء
ومعاول فجر تلقاه
نحن نرفعها صرخات
سنصنع شمسا من ضوء الشمعات
كى نتهامس نورا فى الأمسيات
نحفظها كنزا فى أعماق الذات
الموت نذوقه بين الكنز وبين الجلاد
الكنز جنينا فى الأرحام
ينتظر الطلق وقابلة الأيام
كى نرفع شمسا فى سماء
ولد صغير
ولد صغير ع الطريق ماشى
شايل هموم الدنيا فى شواله
على كتف انحنى قبل الزمان بزمانه
و شعر بيخانق السما و الأرض والدنيا
ووش شاحب مخاصم المية
والحزن راسم خطوته
حالف ليخنق ضحكته
والعين فى طهر الندى
لما يقابل زهرته
والفم يغزل بسمته
يكشف سنان متهتمة متكسرة
ممسوح بلبسه شوارع البلد
و على جتته شحم الورش
سألته أنت فى مدرسة ضحك وقاللى سبتها
يا خسارة تعرفش تقرا
كلمتين يا دوب و تلاتة
طب ليه سيبت المدرسة
علشان أبويا ..أمى ...أنا ..المدرسة
يا خسارة الموت على جبين الولد
ينحت خطوط قساوة وحجر
يشد حبل المشنقة لملوك ما تعرف خبر
عن سر الرمال و الحصى
يجمعها ريح القدر
وتهز عرش السلطنة
وتهز عرش المهزلة
بحجارة فى أيد الولد

مهموم
زى الجبال مهموم
زى الجراح مخذول
و أنا فى حضنك الدافى متجمد
أبعتر الأيام على دراعك
موج يلاطم على صدرك
تايه ما ليش مينا و لا خندق
و نزيف الدم متبدد
و أقف و ألاقينى و ياك
من فوق الجبل راجعين على مهرة
ونشيد الموت يودعنا
كما ودع من قبلنا وبعدك
بانى الهرم والسد والقلعة
مفضلش فى عروقك نبض يا صابرة
وعيالك سارحين فى الخلا الواسع
برد الشتا فرقهم
يلموا عزالهم بعيد عنك
و يلعنوا يوم رضعوا من صدرك
يبيعوا الماضى والذكرى
و أيامهم الجاية بالمرة
فى سوق معرفش أيامك
و أحلامك
عن ربيع دايم يلم أولادك
يفتح براعمهم فى حضن شمسك الدافية

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية